Wednesday, July 28, 2010

مطرانية مغاغة بين دين الرحمة وتسويف وتعسف المحافظ


بقلم اثناسيوس كمال
من واقع ما نشرته جريدة الأهرام بعددها الصادر اليوم 27/7/2010 يتبين أن هناك اتفاقا بين المطران والسيد المحافظ يقضي بإزالة كافة مباني الكنيسة القديمة كشرط للتصريح ببناء كنيسة جديدة وقد تم فعلا إزالة كافة المباني ماعدا جزء من السكن الخاص بالمطران وقد صرح نيافته بأنه :"التزم بإزالة مبني الكنيسة القديمة والمبني الإداري الملحق بها ولا يوجد حاليا سوي المبني المخصص لسكن المطران واني استأذنته, أي المحافظ, شخصيا في ترك مبني السكن الخاص بي لحين الانتهاء من مباني الكنيسة الجديدة" ومع ذلك يتمسك السيد المحافظ بإزالة جميع مباني وأسوار الكنيسة القديمة كشرط أساسي لمنح ترخيص بناء الكنيسة الجديدة ويبرر سيادته ذلك بقوله, وفقا لما ورد بجريدة الأهرام: "أن المحافظة من جانبها لم تقصر في أي التزام تجاه كنيسة مغاغة الجديدة بشرط قيام المطرانية بإزالة جميع مباني الكنيسة القديمة لأنه لم يحدث أن توجد كنيستين متجاورتين ولا يفصل بينهما سوي شارع فقط"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.يا الله..............يعلما كتابنا المقدس أنه "من فضلة القلب يتكلم اللسان" ويعلمنا أيضا:"أن من كلامك تتبرر ومن كلامك يحكم عليك" وتصريح السيد المحافظ علي النحو المنشور بالجريدة المذكورة يبين ما يعتمل في نفسه هو وغيره من جهة بناء الكنائس وانه يتم علي مضض وبتغصب وتضرر فغلظ قلب سيادته ولم يري أنه لم يبق سوي المبني المخصص لسكن المطران ومن جهة أخري فهو يراه علي أنه كنيسة ومن جهة ثالثة أدان نفسه من جهة مبدأ بناء الكنائس ونطق لسانه بما يبطن فما الذي يضير سيادته هو أو غيره إذا تجاورت كنيستين, جدلا, ألا تتجاور وتتزاحم المساجد والجوامع والزوايا, حتى الأرصفة ونهر الطريق يتم استغلالها لدرجة تعيق المرور وتقلق الراحة وتضر بالصالح العام حتى للمسلمين أنفسهم ومع ذلك كلها أماكن يتم الصلاة فيها لنفس الإله بغض النظر عن الطريقة وطبيعة الإيمان والعقيدة...أم أن الكنيسة مكان لعبادة هبل واللات والعزة.....ماذا يريد السيد المحافظ من المطران أكثر من الاستئذان وبصفة شخصية ليترك السكن الخاص به حتى يتم الانتهاء من الكنيسة الجديدة هل غلظ قلبه فيريده أن يبيت في الشارع أو في شقة مفروشة أو فندق هل يريده أن يؤدي قانونه الروحي, كراهب, من صوم وصلاة وتسبيح وميطانيات (سجدات الخضوع والعبادة) وباقي طقوس الرهبنة في أحد الجوامع أو المساجد أو زوايا الشوارع أو الأزقة أم في كشك خشبي؟؟؟؟أين يريده أن يدير أمور المطرانية, علي قارعة الطريق وعلي الملأ أمام العامة وكل من هب ودب أم لعل سيادته لا يريد الموافقة علي ترك السكن الخاص بالمطران حتى يأتيه صاغرا مستجديا مستعطفا متذللا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وإذا تعلل سيادته بالاتفاق فماذا وروح الاتفاق قد تم تنفيذها وتم تسوية مباني الكنيسة القديمة بالأرض وأظن أنها أهم وأخطر ما في الموضوع الذي يقلق السيد المحافظ ويقض مضجعه هو ومن هم علي شاكلته ولم يبق في الموضوع سوي الجانب الإنساني متمثلا في "مبني السكن الخاص" فيصر علي هدمه علي هذا النحو المتعسف بينما هو لا يستطيع أن يطرد ساكنا مقيما في مبني مقام بالمخالفة لترخيص البناء أو معرض للانهيار وصادر له قرار إزالة والكل يعرف ما يدور في كواليس المحليات والأحياء بل هو ملزم بحكم منصبه أن يدبر مكانا للسكن لبعض الحالات الإنسانية أم أن المطران ليس حالة إنسانية لأنه نصراني كافر أو أبو لهب يحق التنكيل به وكله بالقانون والاتفاق ويكفيه الوعد بإصدار ترخيص البناء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حضرات السادة لعلي أسأت الظن بسيادة المحافظ فهو لا يقصد المطران في شخصه لأنه صديق شخصي له ويحبه ويزوره في المناسبات ويقدم له التهنئة بالعيد ولا يرفض له طلب وقد سبق ووافق له علي كل طلبات الأخوة المسيحيين...الخ... إذا ما هو السبب وراء هذه التصرفات وهذا السلوك المتعنت والإصرار علي إزالة سور الكنيسة القديم بالكامل (تري ما الذي يضيره في السور؟؟؟) من المؤكد أن هناك سر في الموضوع.... لا تتعجبوا فليس في الأمر سر فالسيد المحافظ رجل نزيه ويتصرف بشفافية فسيادته يقصد التسويف في إصدار ترخيص بناء الكنيسة الجديدة بعد أن ضمن إزالة مباني الكنيسة القديمة "وفوت علينا بكره يا سيد".... وأما مسألة السور, فلا تتعلق بالصليب كما يظن البسطاء, ولكن السور يحدد الملكية والحيازة وإزالته تتيح لكل من هب ودب من الغوغاء والدهماء, في يوم جمعة, التعدي علي ممتلكات المطرانية وهدم المبني السكني الخاص بالمطران, تنفيذا للاتفاق بين المحافظ والمطران, ولا مانع من وضع اليد علي جزء من الأرض وادعاء ملكيتها ثم الدخول في نزاع قانوني أمام المحاكم وابقي قابلني إذا الكموني ورفاقه أخذوا حكم يبقي المطران يحصل علي حكم بملكية الأرض وكله بالقانون ولا تعليق علي أحكام المحاكم "فالحكم هو عنوان الحقيقة" وإذا حصل علي حكم فسوف يكون في المجيء الثاني... ودليل ذلك ما صرح به سيادته تبريرا لتعنته من أنه "حتى يعلم الرأي العام أنه قد تمت إزالة الكنيسة وملحقاتها"!!!! ما دخل الرأي العام في الموضوع ومنذ متى تقيمون وزنا للرأي العام, أم أنه تهديد بالرأي العام أم تهييج للرأي العام وتأكيد علي أن البعض من المسئولين ضالعون بشكل أو بآخر في تدخل الغوغاء والدهماء في أمور بناء الكنائس...هذا التصريح وحده كفيل بإقالة سيادته من منصبه في أي بلد به حكومة تحترم نفسها........
أما الكنيسة الجديدة فإذا حدث وتم التصريح ببناء الكنيسة بعد تدخل من السيد رئيس الجمهورية, كالعادة, فسيتم بناؤها بالقانون أيضا فسوف تستنفر كل أجهزة المحافظة كل إمكاناتها, تنفيذا لقرار السيد رئيس الجمهورية وتتفرغ, علي غير عادتها, لمباشرة مباني الكنيسة الجديدة دون كافة مباني المحافظة, وإخراج كل ما في جعبتها من ثغرات في القوانين ذات الصلة وترخيص البناء والتدقيق في تنفيذ الأصول الهندسية والكود العالمي للبناء وفقا لما تقوم به أعرق الدول حفاظا علي أرواح المصلين الذين هم نسيج الوطن الواحد وأحد عنصري الأمة.................تصفيق حاد
ومع ذلك هذا كله كان يمكن توقعه وأكثر منه من السيد المحافظ وأمثاله ولكن أين غابت حكمة وذكاء نيافة المطران؟؟؟ لماذا سلمت ذقنك أنت أيضا ألم تتعظ من أخوتك في الخدمة؟؟؟؟ ومع ذلك لك كل العذر فليس أمامك سوي هذا الطريق, الثقة فيهم...ولكن أكثر ما أخافه أن تظهر علينا غدا وتقدم الشكر للسيد المحافظ والسيد مدير الأمن والسيد الوزير ورئيس ومهندسي الحي والسادة عمال الهدم...وتصرح بأن كله تمام والدنيا ربيع والجو بديع ورمضان كريم...........الخ.
يا سادة: أين دين الرحمة والسلام والمودة والوئام واحتضان أهل الذمة ولهم ما لنا وعليهم ما علينا, وإذا كان الدين كذلك فأين أصحاب الدين من هذه المبادئ أم أنها مجرد نصوص للديكور والتشدق والطنطنة بها في الأزمات....يا حضرات إذا كنتم تقولون أن الدين المعاملة فهل هذه هي المعاملة؟؟؟؟ احكموا انتم علي أنفسكم إن كانت لكم الشجاعة...................

No comments:

Post a Comment