Friday, February 5, 2010

التفرقة الدينية هى عامود الإسلام الفقري

بقلم إستير ابيهيل
فى الوقت الذي يجاهر بقضية الأقباط الكثير من غير الأقباط، يواجه نشطاء الأقباط من داخل صفوفهم تيارات معاكسة لقضيتهم! لماذا ؟ هل ينكر المعاكسون وقوع الاعتداءات؟ أم أنهم يفاضلون و يساومون بين أفضل الاعتداءات و أقصاها؟ هل يعانى الأقباط من الاضطهاد الديني فعلاً؟ أم أن نشطاءهم في الداخل و الخارج يختلقون لأنفسهم قضية لإشعال الفتنة الطائفية؟ هل يعيش الأقباط فى مصر كل إشكال المساواة الدينية و السياسية؟ وهل لهم من الحقوق ما للمواطن غير القبطي و عليهم من الواجبات ما عليه. لن يقل عاقل ، أي ما كانت ثقافته او ديانته ان أقباط مصر لهم حقوق في الواقع قدر ما عليهم من واجبات المواطنة.

اسمح لى يا عزيزي القارئ بهذا السؤال. هل فكرت ابداً لماذ يطلق علينا - و بلا اي استئذان - اسم أقباط مصر؟ لماذا لا نسمى مصريين؟

قبل ان يدون المسلمون ديانتنا في هويتنا الشخصية دونوها فى ثقافتهم و مفاهيمهم. التفرقة الدينية معششة في ثقافتهم . فنحن شيء و هم شيء آخر. نحن أقباط (اهل الكتاب فى بعض الآيات و نجس و فاسدون و مفسدون في آيات أخرى!) و هم مسلمون (خير الناس و أفضلهم) ... و يعرف الإسلام أيضا لنا فئات أخري من الناس كالبوذيين و المرتدين والزردتشتين (ليس لهم حق الحياة أصلا) .. الإسلام في مفاهيمه اللاهوتية يفرق بين الناس و يجعلهم على مرتبات! آل عمران ١١٠ دونت لنا و احده من أسس هذه التفرقة: كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و لو من أهل الكتاب لكان خير لهم منهم المؤمنون و أكثرهم الفاسقون} ا}
ذكر القرطبي في معرض تفسيره لهذه الآية حديثاً قاله أبو هريرة ليساعد به القارئ عل فهم آية آل عمران فقال:
قال أبو هريرة: "نحن خير الناس للناس نسوقهم بالسلاسل إلى الإسلام".

فالمسلم الصالح يسوق الأقباط وعلى رقابهم السلاسل الى الخضوع للإسلام و أحكامه.و عن الفاسقون يقول الطبرسي أنهم النصاری وإنهم خارجون عن طاعة الله.

التفرقة الدينية هى عامود الإسلام الفقري. و لا يعرف الإسلام المفهوم الغربى للمواطنة. فمفهوم الدين لله و الوطن للجميع هو مفهوم علماني متقدم لا علاقة له باللاهوت الإسلامي. فطالما بقيت المادة الثانية من الدستور المصري سيبقي معها مفهوم التفرقة الدينية. و سيبقي الأقباط أقباط و المسلمون مسلمون . لأن المواطنة في المفهوم الإسلامي مبنية على اعتناق الإسلام و ليس على المساواة بين المواطنين. لا يقف الإسلام عند حد وضع الناس في مرتبات مختلفة و لكنه يذهب إلي إساءة و توقيع العقوبات على الاقل منهم. كل هذه المفاهيم قبلها المسلمون و قبلها الأقباط مرغمين. لقد افسد الإسلام مفاهيم العدل في ثقافة المسلمين.
لقد قبل الأقباط الكثير من المفاهيم الإسلامية دون أن يخضعوها لميزان العدل و الحق. قبل الكثير منا بمذله الإسلام في مقابل أن لا يقتلونا وان لا يحرقوا ممتلكاتنا و أن لا يعتدوا على بناتنا.
انا لا ألوم أجدادي ممن دفعوا الجزية للمسلمين. و لكني أنادي أبنائي..استيقظوا لقد دفعنا الجزية في عهود الجاهلية. لم ندفع الجزية عرفانا بالجميل لمن أبقونا إحياء و لكننا دفعناها لأنها كانت أفضل أسوء أنواع التعديات علينا.. دفعناها حتى لا تهتك أعراضنا و لكي لا تهدم كنائسنا. قبلنا بإذلال الذمة لئلا تفنى حضارتنا. اليوم أشرقت شمس الحرية و احترام الإنسان و حقوقه و فرديته .. أشرقت يا أبنائي شمس العدل و المساواة .. اصرخ أليكم .. كفاكم ما دفعه أجدادكم للمسلمين ... استيقظوا ... و تعلموا ان لا تظلموا من ظلموكم و ان لا تحتقروا من أذلوكم .. و لكن نادوا بالمصالحة القائمة علي العدل و السلام. .. انضموا لصفوف النشطاء .. لا تخافوا ممن يقتلون الجسد.. اخترقوا دائرة الاعتداء علي شعبكم و ضعوا نهاية لمفاهيم الكره و البغض و القتل. لا تصدقوا أن نشطاء الأقباط يسعون لإشعال الفتنة الطائفية، لان هؤلاء الرجال يقفون ليتصدوا لمفاهيم الجاهلية و يطالبون بالمساواة العادلة الغير قائمة علي التفرقة الدينية.
نقلا عن الهيئه القبطيه الامريكيه

No comments:

Post a Comment