Wednesday, October 21, 2009

أن الدين عند الله ليس الإسلام


الدين عند الله ليس الإسلام



21/10/2009
رشا نور- خدمة مصر للمسيح
أحبائى المسلمين من حقكم أن تؤمنوا بما تشاءون ولكن من واجبكم قبل أن تختاروا ما تؤمنون به أن تفكروا ! فكروا لماذا تؤمنون بالإسلام ؟ قد تقول لى أخى المسلم لأن الإسلام دين منزل من عند الله ولابمكن للقرآن أن يكون صناعة بشرية لأنه معجزة بكافة المقاييس ، علاوة على ذلك فإن الإسلام أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وثبت عقيدة التوحيد ، وتمم على يد نبيه مكارم الأخلاق وأكمل جميع الرسالات السابقة للأنبياء الذين أتوا قبله .. ولأن الإسلام يحارب الشرك بالله و يرفع راية التوحيد فلا يمكن إلا أن يكون من عند الله ! طريقة إنتشار الإسلام الرهيبة و إنتصارات المسلمين المذهلة و نشرهم الإسلام فى أجزاء هامة من العالم القديم آنذاك يمكن أيضا إعتباره تأييدا إلهيا للرسالة ...
عذرا أخى المسلم فكل هذه المقولات لا تعفيك من التفكير الهادىء المتروى للتحقق من صدق هذه الرسالة وصدق صاحبها ، لأن الأمر جد خطير و يتعلق بأبديتك و حياتك فى الدار الآخرة .. ودعنى أسوق لك دلائل وبراهين صارخة تؤكد أن الدين الإسلامى ليس من عند الله ...
1 - أن كل ما يحتويه القرآن من شهادة لله و أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، ومحاربة الكفر والشرك بالله والإنتصار للحق و الجهاد ضد الظالمين ليس دليلا على أنه كتاب موحى به من عند الله أو معجزة هبطت على محمد من السماء ، فكل ما جاء به القرآن موجود فى كتب الوحى الحقيقية المنزلة فى كتب اليهود و المسيحيين .. المشكلة أن المسلمين لا يقرأون هذه الكتب ، لذلك هم منبهرون بالقرآن و يتصورون أنه جاء بمعلومات لايمكن أن يقولها سوى الله ...
كذلك فإن أى شخص يدرس لغة القرآن و محتواه و الكتابات الأخرى التى كانت متداولة فى عصره يجد بكل موضوعية أنه نتاج ذلك العصر وتلك البيئة وأنه لا يختلف كثيرا عن غيره من كتابات شعراء الجاهلية فى عصره بل على العكس ، لقد تأثر كاتب القرآن بشعراء الجاهلية وتوجد نصوص كاملة منقولة بالنص من إمرؤ القيس ومن شعراء جاهليين آخرين داخل هذا الكتاب الذى يعتقد المسلمون أنه منزل من عند الله ...وهذا ما دفع طه حسين الذى درس بالأزهر وتعلم أصول الدين أن يكتب فى كتابه الشعر الجاهلى هذه الحقائق المتعلقة بالقرآن والتى تنفى عنه صفة القدسية والإلهية المزعومة ...
2 - إذا كنت مقتنعا أخى المسلم بأن القرآن كتاب منزل من الله فأين جذور هذا الكتاب؟ فقد أدعى رسول الإسلام أنه نهاية حلقة طويلة من الأنبياء و المرسلين وعليه يجب أن تتوافق رسالته مع رسائل كل من جاءوا قبله ، وهذا هو الإثبات الوحيد المقنع أن محمد فعلا نبى من عند الله إن كانت رسالته تتفق فى جوهرها ومضمونها ونتائجها مع ما جاء به أنبياء الله الحقيقيين على مر الأزمان بدءا من آدم وحتى المسيح ...
ولكن رسول الإسلام رغم إعترافه الشفهى بكتب الأنبياء ورسالاتهم فانه إكتفى برسالته وكتابه (القرآن) ليكون المنهج و الدستور الوحيد لتابعيه .. وهى فعلا سابقه لم يسبقه إليها ولا واحد من الأنبياء السابقين له ، فجميع الأنبياء كانوا يستشهدون بنصوص الوحى الإلهى ويرجعون معاصريهم إليها .. فلا يوجد أى نبى اختزل كل النبوة فى نفسه سوى محمد! وحتى المسيح الذى صنع معجزات لم يصنعها أحد سواه وقام بتعليم الناس تعاليم لم يجرؤ بشر على التكلم بها كان دائما يردد : "ماجئت لأنقض بل لأكمل" ، و ايضا قال " فتشوا الكتب .. لأنها تشهد لى" ...
فمن ناحية يجب أن تكون الكتب متوافقة مع رسالته وهو ما يعطى مصداقية للنبى فى زمانه أنه لم يأتى برسالة مختلفة أومضادة أو متناقضة مع ما أنزل الله من وحى لسابقيه ، أما رسول الإسلام فقد قطع تابعيه عن كتب الوحى السابقة معللا بذلك أن القرآن كافى وبه كل شىء وفى هذه الفعلة شبهة ترتقى للدليل المادى على تزييفه للرسالة التى جاء بها وإدعاؤه أنها من عند الله لأنه بذلك قطع خط الرجعة فى مراجعته فى أى امر تتناقض فيها شريعته مع شريعة الله الأصلية التى جاء بها الأنبياء الحقيقيون ...
وبذلك وقع المسلمون ضحية لهذه الكذبة وهذه الخديعة .. و لم يراجعوا كتاب محمد بكتب الأنبياء الحقيقيون واكتفوا بإعطاء ثقتهم لرجل واحد بدا لهم أنه صادق يدافع عن التوحيد ويحارب الشرك والأصنام ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فلابد أن يكون رسولا من عند الله ! وهكذا ببساطة تبع الملايين ديانة تدعى إنتسابها للديانات السماوية الحقيقية وهى فى حقيقة الأمر تناقض تعاليم الله ومبادئه وأفكاره .. وتحارب وتقاوم الدين الحقيقيى الذى من عند الله ...
رغم أن رسول الإسلام لم يطعن فى كتب الوحى بالتحريف إلا أن أتباعه والذين جاءوا من بعده إضطروا لإستخدام هذه الذريعة لتبرير تناقض القرآن مع التوراة والإنجيل وخلو الكتاب المقدس من النبوة التى زعم رسول الإسلام أن المسيح تنبأ بها عنه ! ورغم أن القاعدة أنه لايمكن أن نقيس القديم على الجديد فى أى فرع من فروع العلم أو المعارف أو الآداب أو الأنساب أو فى أى شىء فى الوجود ، إلا أن المسلمين يقاومون طبيعة الأشياء ويحاولون دائما أن يقيسوا الإنجيل على قياس القرآن وليس العكس ودائما سيحصلون على نتائج مغلوطة لأن كل ما بنى على باطل فهو باطل فلا يمكن الإستدلال على صحة الرسالة الجديدة إلا من خلال مراجعتها مع ما تيقنا من صحته من رسائل سابقة لها وإلا فلا معنى للمراجعة و التثبت والتيقن من خلال مراجعة نبوة أى نبى أو رسالة أى رسول ، وبذلك تفقد البشرية منحة الله لها بإمكانية التثبت من صحة أو بطلان صاحب أى رسالة سماوية من خلال مراجعتها بما جاء فى الكتب السابقة له ...
وهذه أهمية تعدد الأنبياء و المرسلين فى كل زمان و عصر حيث أنهم لا يختلفون ولا يتناقضون بل يكملون نفس الرسالة فى تسلسل عجيب ووحدة مدهشة ، لأنها ببساطة من نبع واحد ومصدر إلهى واحد هو الله جل جلاله .. وهذا ما طرحه نبى الإسلام وما يؤمن به المسلمون ولكن بكل أسف لا يضعونه موضع التطبيق ...
فهل كان محمد كما أدعى سليل هذه الشجرة النبوية ؟ ومتمما لنفس رسالة إبراهيم و إسحق ويعقوب ؟ ...
هل تكاملت شريعته مع شريعة موسى ومزامير داود وتعاليم المسيح ؟ ...
هل تتوافق مبادىء الإسلام مع تعاليم المسيحية ، وهل حقا محمد والمسيح أخوان ؟ ...
دعونا نراجع بعض النقاط القليلة التى من خلالها يمكننا التأكد من أن محمد لا ينتمى لهذه العائلة النبوية...
1 - محمد لا ينتمى للأمة اليهودية والتى انحصرت فيها النبوة فمحمد نبت غير شرعى للنبوة ، فعندما تكلم الله إلى موسى وقال له أنه سيقيم نبيا مثله قال له أنه سيكون من وسط أخوته أى يهوديا منتمى لهذه الأمة التى خصها الله بالأنبياء ، وعندما كان يتكلم المسيح مع المرأة السامرية قال لها بوضوح أن الخلاص هو من اليهود ، ورغم أن قصد الله أن يكون الخلاص للعالم كله إلآ أنه رسم بوضوح أن يكون الخلاص من خلال نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب ويكون ابنا لداود .. فكان الخلاص من خلال المسيح وصار االدخول الشرعى للعهد مع إله إبراهيم وإسحق ويعقوب والذى كان محصورا فقط للشعب اليهودى متاحا لكل الأمم من خلال الإيمان بالمسيح ومن خلال الإيمان بعمله الكفارى على عود الصليب " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " (يو 3 : 16) ...
2 - إنكار الصليب و إنكار صلب المسيح : فى الحقيقة أن لإنكار الصليب علامة بالغة الخطورة فى دلالتها فالصليب فى المسيحية ليس مجرد حادثة تاريخية ولكنه عصب و أساس العقيدة المسيحية فالصليب يعنى الفداء وغفران الخطايا وبالتالى الخلاص والحياة الأبدية ...
3 - الصليب ليس بالموضوع الذى يحب الناس أن يكتبوه لوعرفوا ولا هو الموضوع الذى يعرف الناس أن يكتبوه لو أحبوا ، فحتى تلاميذ المسيح وعلى رأسهم بطرس استنكروا أن يحدث ذلك للمسيح وقال له بطرس " حاشاك يارب أن تصلب " وكان رد المسيح :" اذهب عنى يا شيطان .. لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس" (متى 16:16) ...
ورغم أن السميح جاء بتعاليم سامية لم يأتى بها أحد من قبله وطبعا لم يأتى محمد بمثلها بعده وقام بمعجزات لم يصنعها أحد من قبله و لا صنعها محمد بعده .. إلا أن أعظم ما قام به المسيح وقالها عن نفسه : " لهذه الساعة قد أتيت " وكان يقصد لحظة الصليب فهذا أعظم ما قدمه المسيح للبشر .. لى ولك .. محبة حقيقية ترجمت بتضحية عظيمة لا مثيل لها ولأناس لا يستحقون .. هو نفسه قال " ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحباؤه" ومن الذين دعاهم أحباؤه ؟! ...
ويا للعجب البشرية الساقطة .. الذى من بينهم أنا .. فأنا اؤمن من قلبى أن المسيح مات من أجلى ودفع ثمن ذنوبى وغفر خطاياى لذلك لى حياة ابدية مجانا ، وهذه النعمة التى لا أستحقها غيرت قلبى وجعلت منى إنسانا جديدا ...
* إنكار الصليب يعتبر دربا من دروب الجنون لأن النبوات التى تمتلىء بها صفحات العهد القديم الذى هو كتب اليهود تؤكد على تألم المسيح و موته كفارة وذبيحة وتضحية للعالم كله ونظام الذبائح المحكم فى شريعة موسى فى كل الدين اليهودى يؤكد على أهمية الذبيحة للتكفير عن الخطية والتقرب إلى الله ...
4 - ربط يوحنا المعمدان بين الذبائح التى كانت تقدم لقرون طويلة على مر تاريخ هذه الأمة و بين ذبيحة المسيح التى سيقدمها لفداء البشرية كلها ، وكما كان خروف الفصح حاميا لكل من رشوا دماه على بيوتهم ليلة خروجهم من مصر وتعرض الأرض لدينونة الله وغضبه ، هكذا سيكون فى اليوم الأخير عندما يضرب الله كل الناس الغافلين الظالمين ( لا يوجد إنسان على وجه الأرض برىء ) إلا فقط من إحتمى بدم المسيح المسفوك على عود الصليب بإيمان حقيقى .. الاحتماء بالدم يتضمن عنصرين غاية فى الأهمية :
1 - الاعتراف بأنى لست بريئا أمام الله وانى احتاج لرحمته ..( التوبة ) ...
2 - عدم قدرتى على الحصول على هذه الرحمة الا من خلال تدبير الله فى الصليب فبحثا للتأكد من وجود نبوات عن صليب المسيح وتكفيره لخطايا البشرية كلها .. ولهول ما وجدنا !! ...
الإشارات والرموز للصليب تمتلىء بها كتب الأنبياء على مدى الزمان ولاتنتظرإلا قبولا وخشوعا وإيمانا بالمسيح مشتهى الأمم ورجاء الشعوب .. وبمجىء المسيح وموته على الصليب نحن لسنا فى حاجة إلى شريعة أخرى شبيهة بشريعة موسى ولانبى آخر يعيدنا مرة أخرى للعهد القديم .. فأى نظرة موضوعية لنبوة محمد ستقر حتما بأنه نبى كاذب وأنه لم يرسل من جانب الله ...

No comments:

Post a Comment