Tuesday, June 9, 2009

باطلة يا (كوتة)!


/06/2009
د. حمزة زوبع
عجيب هذا الحزب الوطنى وعجيبة اختراعاته وأفكاره، من (الأسهم المجانية) التى أخفاها الساحر فى عباءة لجنة السياسات بعد أن أثبتت ردود الفعل أن (ورقة) الأسهم المجانية ليست كعصا موسى ستتحول إلى حية تسعى وتلقف صدود الشعب لاءات المعارضة، وانتهاء ب(الكوتة) الحريمى التى صممت خصيصا لكى تستحوذ على جزء من المقاعد النيابية بدلا من أن تذهب للمعارضين من الجنس الخشن …
الكوتة (الحريمى) فكرة جهنمية خبيثة تمزق الوطن وتقلل من قيمة المرأة كشريك وتجعلها دائما فى ظل الرجل (الحزب الحاكم) وبالتالى فهى أى المرأة ستظل رهينة وأسيرة ومدينة لهؤلاء الذين منحوها (الكوتة) …
وهى مستفزة للأخوة الأقباط الذين باتوا فى حيرة من موقف الحزب منهم فتارة يلوح لهم ب(الكوتة) وتارة يقول لهم (لأ) من الأفضل أن تتمتعوا بالمواطنة دون (كوتة) وعندما تدق ساعة الحقيقة لا يضعهم الحزب على قوائمه أو من بين مرشحيه …
ما يستفزك ويرفع ضغطك هو أن الحزب الوطنى (صاحب الكوتة) هو نفسه الحزب الذى لم يعر المرأة اهتماما يليق بها فى مجتمع مشهود فيه للمرأة بدور اجتماعى واقتصادى وسياسى بارز منذ ما يزيد عن ستين عاما، ولو عدنا إلى ترشيحات الحزب فى الانتخابات البرلمانية الماضية (2005) لوجدنا أن الحزب بجلالة قدره لم يخصص نفس الرقم(56) الذى أعلن عنه فى مؤتمر (الكوتة).. وبالطبع لم ينجح له إلا عدد قليل (أربعة فقط) والباقى بالتعيين...
بمعنى آخر فإن مصر بسكانها الثمانين مليونا (تقريبا) دخل برلمانها (2005) أربعة نساء فقط بالانتخاب تماما مثل دولة الكويت (بسكانها الذين لا يصلون إلى المليون مواطن كويتى) والتى نجحت المرأة فى الفوز بأربعة مقاعد...
رغم حداثة التجربة فى الكويت مقارنة مع مصر طبعا …
فجأة تذكر الحزب المرأة وراح الجهابذة يفكرون ويفكرون كيف ينتصرون للمرأة من الرجل الغشيم ولو كان لى رأى يؤخذ به فى هذا المجال لطلبت من القيادة السياسية من الآن أن تخصص (كوتة للمعارضة) لأنها مثل المرأة أقلية فى هذا البلد، و(كوتة) أخرى لرجال الأعمال وبالطبع لا داعى ل(كوتة) العمال والفلاحين لأن لهم نصف البلد (أقصد نصف المجلس)، واقترح كوتة (صغنونة) للعائلات السياسية إن وجدت …
الكوتة (الحريمي) قد يصيبها عوار دستورى خصوصا فى ظل (المواطنة) ولكن من يهتم؟ فكثير من القوانين ثبت عدم دستوريتها لا يزال معمول بها ولا يزال الحزب الحاكم يحكم، وكثير من الأعضاء حكمت المحكمة ببطلان عضويتهم ولكن المجلس (سيد قراره) لا يزال يجهر بأنه مجلس منتخب... والقافلة تسير! …
والله مصر عجيبة بالفعل وهى ليست بلد شهادات كما قال (الزعيم الملهم عادل إمام ) بل هى بلد شعارات من الطراز الأول ، لكن ماكينة الشعارات الموجودة فى الحزب الحاكم بدت أكثر نشاطا منذ 2005 وهى تحاول أن تحاكى الماكينة الأمريكية سواء من حيث استخدام الشعارات والمفردات أو حتى الرموز (التعويذات أو اللوجوات) أو حتى الملابس والخلفيات والديكورات.. وهذا لن يضيف لمصر جديدا لأن الشعب المصرى شعب ذكى وواعٍ دون أن أذكركم بالنكتة الشهيرة التى أطقها معارضو الرئيس الراحل السادات عليه حين أراد أن يتنكر ويمشى بين الناس فى الأسواق ظنا منه أنهم لن يعرفوه ... ولكنهم عرفوه …
آخر السطر
سمحت الحكومة لعشر نواب من نواب الإخوان بحضور خطاب أوباما فى جامعة القاهرة، ولم تسمح لهم بحضور اللقاء المفتوح مع الرموز الفكرية والثقافية والسياسية....
نصف العمى ولا العمى كله....

No comments:

Post a Comment