Friday, June 5, 2009

خطاب اوباما تحت ظلال شبح الدولة الدينية



الجمعة, 05 يونيو 2009
القمص متياس نصر منقريوس - الكتيبة الطيبية
هلل بعض الأقباط لخطاب الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما- لاسيما وأنه أول رئيس أمريكي يتحدث عن حقوق الأقباط كأقلية في دولة ذات أغلبية مسلمة (مصر)، وكذا حديثه عن الحريات الدينية-الموضوع الخامس الذي تضمنه خطابه- بشكل رائع. وهو بالفعل خطاب متوازن أرضى الجميع حتى بعض قادة "حماس"! غير أننا لنا التعليقات الآتية:1- لا يعنينا طبيعة الخطاب وصياغته من حيث استعارة الرئيس الأمريكي لنصوص إسلامية (حتى ولو كانت تنافي عقيدته شخصيًا)، فهذه سياسته وهو حرٌ فيها، كما ولا يعنينا – كأقباط - ديانته هو شخصياً (حتى ولو كان مسلماً) فنحن -دينياً- لا نجد غضاضة في أن يحكمنا رئيس مختلف معنا في الديانة (حتى ولو كان وثنيًا). 2- ليس بالخطب وحدها يتغير الواقع، فلدينا ميراث آبائي -من أقوال القديس أغسطينوس- يقول "الله الذي خلقك بدونك... لا يستطيع أن يخلصك بدونك" وقد صيغ للمسلمين هكذا (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]). وهي رسالة لأولئك الذين ينتظرون حصولهم على حقوقهم على طبق من فضة (delivery).3- تحدث أوباما عن أن "التسامح تقليد عريق يفخر به الإسلام" معللاً ذلك بما عايشه بنفسه، في بلد ذات أغلبية مسلمة كأندونيسيا، "حيث كان المسيحيون في ذلك البلد يمارسون طقوسهم الدينية بحرية"، غير أنه لا يدري المعاناة التي يعانيها قبط مصر في بناء الكنائس، وماذا لو شاهد بنفسه الفيديو الخاص بالاعتداء على كنيسة عين شمس؟! وسط فرجة رجالات الأمن الأشاوس، ورضوخ قادة الكنيسة أمام ضغوط الأمن وقوى الغوغاء، وسط زغاريد النساء!! أويدري الرئيس الأمريكي بسجن القس متاؤس وهبة على جريمة لم يرتكبها وتزويجه لمتنصرة وأي تسامح هذا الذي يشجع على اعتناق الإسلام ويعاقب على اعتناق المسيحية.4- تحدث أيضاً عن أن "روح التسامح" تلك هي "ما نحتاجه اليوم إذ يجب أن تتمتع الشعوب في جميع البلدان بحرية اختيار العقيدة وأسلوب الحياة القائم على ما تمليه عليهم عقولهم وقلوبهم وأرواحهم بغض النظر عن العقيدة التي يختارونها لأنفسهم"، وهو لا يدري أنه يخطب في بلد يهدد قضاتها المتنصرين بالذبح (ولكن ليس على طريقة الزرقاوي) مثلما حدث مع المتنصرة "مارثا صموئيل ميخائيل" حيث هددها القاضي بالقتل بعد تركها الإسلام!5- كما تحدث أوباما أن "ثمة توجه في بعض أماكن العالم الإسلامي ينزع إلى تحديد قوة عقيدة الشخص وفقًا لموقفه الرافض لعقيدة الآخر" وهو لا يدري أنه يخطب في ذات المستنقع! لذا فإني أقترح عليه بأن يطلع على ملفات الجوهري وحجازي (المتنصرين)، وأكثر من ألفي حاله للعائدين من الإسلام للمسيحية بالقضاء المصري حتى يعي أن خطابه يجب أن يوجه بالأحرى إلى الرؤوس، وصناع القرار وليس إلى عامة الشعب (حتى ولو كانوا من المسلمين)!6- "ان التعددية الدينية هي ثروة يجب الحفاظ عليها"... أوتدري سيدي أن الطفل المسلم يتلقى – منذ نعومة أظفاره-تعليمات والديه بعدم اللعب مع أترابه من المسيحيين الكفرة لأنهم "قردة وخنازير"؟!7- "ان الحرية الدينية هي الحرية الاساسية التي تمكن الشعوب من التعايش ويجب علينا دائما أن نفحص الأساليب التي نتبعها لحماية هذه الحرية"، وأنا أتساءل: إن كانت أولى مبادئ الحرية هي "أن تحترم حرية الآخر"، فإن تلك الحرية التي يتحدث عنها هي حلم بعيد المنال!! كيف تُحترم حرية القبط وهم مجبرون على التعايش في هذا المناخ الإسلامي الزاعق؟! بدءً من ارستماع إلى آذان الفرض الخمس وغيرخا من التواشيح، مروراً بدعاء الركوب بمترو الأنفاق، والتعثر في "حصر" المصلين بطرقات المؤسسات الحكومية وفير الحكومية، ويساكيه أن يستوعب أوباما ذلك بزيارة لإحدى كبريات المستشفيات (السلام الدولي بالمعادي على سبيل المثال ليرى كم المصاحف على المناضد والقنوات النلفازية الدينية التي تظل مذاعة حتى ولو لم يستمعها أحد من المرضى ورفاقهم من المسلمين أنغسهم، فمن يجرؤ الافتراب من التلفاز؟! إنه كلام الله! 8- هل يعتقد أوباما أن الجهود التي يبذلها (بتعاونه مع الأمريكيين المسلمين) "في أمريكا لضبط القواعد التي تنظم التبرعات الخيرية لضمان تمكينهم من تأدية فريضة الزكاة"- بحسب خطابه- يمكن أن يُبذل مثلها- بمصر- لتمكين حصول قبط مصر على نصيبهم من المال القومي العام (حصيلة ضرائبهم مع كل مواطني مصر)، أسوة بما يحصل عليه أقرانهم المسلمين في جوائز تحفيظ القرآن الكريم، ودعم رحلات أداء العمرة والحج وبناء دور العبادة الإسلامية، وغيرها؟!9- كذا دافع أوباما عن حرية المواطنين المسلمين- بأوربا- "في التعبير عن دينهم على النحو الذي يعتبرونه مناسبا، عن طريق عدم فرض الثياب التي ينبغي على المرأة المسلمة أن ترتديها". ولعله يقصد "الحجاب"، وهو رمز ديني وأنا أحذره من أن هذه الحرية هي التي تسهل على المتطرفين بمصر فرز المسلمين عن غيرهم حتى يسهل مضايقتهم مثلما يحدث للمرأة غير المحجبة بمصر! فماذا عن التي تعلق صليباً- كرمز ديني أيضاً- بعنقها؟!10- وأشاد أوباما بجهود "الملك عبد الله المتمثلة في حوار الاديان"، وكان عليه أن يختبر النوايا جيداً بمجرد سؤال العاهل السعودي (بالطبع ليس عن نواياه في بناء كنيسة للقبط بالسعودية) لكن بالسماح للقبط (الذين يعملون بمكة أو غيرها من المدن السعودية) بحمل كتابهم المقدس!!11- أما عن "بناء الجسور التي تربط بين الشعوب وتؤدي بهم الى تأدية أعمال تدفع الى الامام عجلة التقدم لجهودنا الانسانية المشتركة" فأنا أقول له إن في بلدنا حتى أعمال الرحمة غير مأذون لها إلا للمسلمين (وأحيل سيادته لقرار نقيب الأطباء المصري "حمدي السيد" -الأكثر إسلاماً والأعلم فتوى من مفتي الديار ذاته- بعدم جواز نقل الأعضاء بين المسلمين والمسيحيين أو العكس)! ختامًا: "إن الزود عن دين ما يتم بنقاء أتباعه، وبأفعالهم الصالحة، ولا يتم مطلقاً بمجادلة أتباع المذاهب الأخرى.. ليس بوسع الدين إزاحة الأخلاق.. وليس بوسع الإنسان أن يعيش في النفاق والظلم والمجون، ويدّعي في نفس الآن، أن الله معه.. إنه مناف للدين إضفاء طابع ديني على عادات وحشية". "غاندي"

No comments:

Post a Comment