Tuesday, June 23, 2009

هل القرآن وحي من الله؟

مايكل سعيد
الثلاثاء, 23 يونيو 2009
السؤال الذي لابد أن نطرحه
أولاً: ما هي قصة القراءات القرآنية العشر؟
قد وضع علماء الإسلام تعريفاً للقراءات القرآنية , يحد المراد منها تحديداً دقيقاً , فقالوا في تعريفها: أختلاف ألفاظ الوحي في الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتشديد وغيرهما
, ويقول موقع الأزهر على (الانترنت) في تعريفه للقراءات القرآنية: مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراءة مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم , سواء كانت هذه المخالفة في نطق الحروف أو نطق هيئتها. وهذا التعريف إقتبسه موقع الأزهر من كتاب (مناهل العرفان للزرقانى ج1 ص405) ويقول علماء الإسلام :أن القراءات القرآنية هي وحى من عند الله عزَّ وجل [وأكملوا قائلين] فهى إذن قرآنٌ" السؤال هنا لفضلات الشيوخ الأفاضل: هل القراءات القرآنية وحي من الله؟ هناك أكثر من مشكلة في تعريف الشيوخ للقراءات : 1- قالو أن القراءات القرآنية تعني إختلاف ألفاظ الوحي في الحروف وكيفيتها, فهل يليق هذا بوحي من الله أن يكون فيه إختلاف؟
2- معنى تعريفهم هذا بمنتهى الوضوح , هو وجود مصحف ناقص عن الآخر حروفاً و ألفاظاً وكلمات .
3- الخطأ الفادح الذي وقع فيع شيوخ الأزهر وعلماء الإسلام هو : الخلط بين الأحرف السبعة التي يؤمنون أنها أوحيت إلى محمد كما ذكر في (صحيح البخاري ج2 ص851) قال محمد: "إن القرآن أنزل على سبعة أحرف"، فقد خلطوا بين ذلك وبين القراءات العشر التي هي من وضع الأئمة من الجيل الثاني (التابعين) وهذا خطأ لا يصح أن يقع فيه علماء الأزهر , فهذا جهلأو تجاهل منهم بـ أن القراءات نُسبت إلى أئمة من أئمة التابعين، ولا علاقةلهم بهذه الأحرف السبعة، حيث أن هؤلاء التابعين لم يكونوا قد وُجدوا بعد، أيام الأحرف السبعة" [ملاحظة: التابعين أي الجيل الثاني بعد الصحابة] وقال السيوطي: "قد ظن كثير من العوام أن المراد بالأحرف السبعة هى القراءات لمصحف عثمان ابن عفان، وهذا جهل قبيح" (كتاب الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص141) ملاحظات هامة: 1- المعروف أن عثمان حرق الحروف السته أحرف , وأبقى على حرف واحد , ليجمع شمل الأئمة ويوحِّدها حول قرآن واحد. وهذا ماقيل في كتب التراث وليس كلامي, منها على سبيل المثال لا الحصر (مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني ج1 ص 183) قال: "كان الغرض من حرق المصاحف الأخرى هو إطفاء الفتنة التي اشتعلت بين المسلمين، حين اختلفوا في قراءة القرآن، وجمْع شملهم، وتوْحيد كلمتهم،والمحافظة على كتاب الله من التغيير والتبديل" حقيقة القراءات القرآنية من الكتب الإسلامية: "قسَّم أهل العلم القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما: القراءة الصحيحة، والقراءة الشاذة , والقراءات التي وصلت إلينا بطريق متواتر عشر قراءات، نقلها إلينا مجموعة من القراء منهم: (نافع، وعاصم) 1ـ قراءة نافع: أـ برواية قالون (في تونس، وليبيا) ب ـ ورواية ورش (في الجزائر، والمغربوالسودان). 2ـ قراءة عاصم: وأشهرها برواية حفص (ويقرأ بها في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان). هناك:1ـ سبعة طرق تسمى بالسبعة المثالى. 2ـ وثلاث طرق أخرى تسمى بالمكتمل. 3ـ وأربعة أخرى تسمى بالشاذة . (4) وأضاف هذا الكتاب أن هذه القراءات تختلف فيما بينها ففيها: 1ـ اختلافات فى الإملاء. 2ـ اختلافات فى الحركات 3ـ اختلافات فى الإعراب 4ـ الاستبدال بكلمات مشابهة. 5ـ تغيير مواضع كلمات 6ـ إضافة كلمات أو حذفها السؤال الهام هنا: هل المعنى يتأثر بأختلاف الأحرف؟ الإجابة : (دائرة المعارف الإسلامية ج 26 ص8188) قد أكدت تأثير ذلك على الاختلاف في المعنى إذ قالت: "في معظم الحالات كان المعنى يتأثر" بعض الأمثلة على أختلاف المعنى : 1- في (سورة يونس 30) قراءة حفص: "هنالك تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ ما أسْلَفَتْ" [أي تبتلى به] قرأها حمزة والكسائي: "هنالك تتلو كل نفس ما أسلفَتَ" [أي تقرأ] السؤال هنا: هل الوحي لا يعلم الفرق بين كلمة "تبلو" وكلمة "تتلو" , هل هذا وحي من الله؟ وهل يوجد وحي به تخبط بالمعنى؟ 2- (سورة آل عمران 195) في قراءة حفص: "وقاتَلوا و قُتلوا" قرأها حمزة والكسائي: "وقتلوا و قاتلوا" [تبديل في الترتيب، وكيف يَقتلوا بعد أن يُقتلوا؟] 3- (سورة البقرة 259) في قراءة حفص: "وانظر إلى العظام كيف نُنْشِزُها" [أي نرفعها] قرأها ورش وقالون عن نافع، وقرئت عن ابن كثير: نُنْشِرُها" 4- (سورة النساء94) قراءة حفص: "يا أيها الذين آمنوا إذا ضَربتم في سبيل الله فتبينوا" قرئت عن حمزة والكسائي: "يا أيها الذين آمنوا إذا ضَرَبْتُم في سبيل الله فتثبتوا" 5- (سورة الحجرات 6) قراءة حفص:"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" قرئت عن حمزة والكسائي:"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأفتثبتوا" 6- (في سورة الفاتحة 4) "مالِكِ يومِ الدين" ( مالك" اسم فاعل من "مَلِكَ" وهى قراءة حفص وآخرين) "مَلِك يوم الدين" صفة لاسم فاعل، وهى قراءة نافع وآخرين. ومعنى الأولى "مالك" القاضى المتصرف فى شئون يوم الدين، وهو يوم القيامة. أما معنى "مَلِك" فهو أعم من معنى "مالك" أى من بيده الأمر والنهى ومقاليد كل شىء. ما ظهر منها وما خفى. قرئت ملك: عن نافع، وابن كثير، وحمزة، وابن عامر 7- (يوم يُكشَف عن ساق ) (سورة القلم42). والشاهد فى الآية كلمة "يُكشَف"، وفيها قراءتان 1ـ الأولى قراءة جمهور القراء، وهى "يُكشَف" بضم الياء وسكون الكاف، وفتح الشين. بالبناء للمفعول، 2ـ والثانية قراءة ابن عباس "تَكْشِفُ" بفتح التاء وسكون الكاف، وكسر الشين، بالبناء للفاعل، وهو الساعة، أى يوم تكشف الساعة عن ساق. قرأها بالتاء، والبناء للمعلوم، وقرأها الجمهور بالياء والبناء للمجهول. من الذي يكشف عن الساق الله أم الساعة؟ فهذا موجود بقرائة وذاك موجود بقاءة أخرى؟ فمن هو الأصح ومن هو الذب باللوح المحفوظ؟ (صحيح البخاري ج4 ص1871) عن أبي سعيد قال: "سَمِعْت النَّبِيّ يَقُول: "يَكْشِف رَبُّنَا عَنْ سَاقه فَيَسْجُد لَهُ كُلّ مُؤْمِن". (السنة لابن حنبل ج 2 ص521) "حدثنا عبد الله ابن مسعود عن النبي قال: يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم .. فينزل اللهفي ظُلَلِ الغمام من العرش إلى الكرسي، ثم ينادي مناد: أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم أن تعبدوه .. فيتمثل الرب جل وعز فيأتيهم .. فيقولون: إن لنا إلها. فيقول: وهل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: بيننا وبينه علامة، إذا رأيناها عرفناه. فيقول: ما هي؟ يقولون: يكشف عن ساقه. قال: فعند ذلك يكشف الله عن ساقه" الخاتمة: بعد كل هذه الأختلافات في الألفاظ و الأحرف و المعاني , ماهو تعريف التحريف؟ وماهي القراءات العشر؟ وهل موحى بها كما قال علماء الأزهر؟ وإذا كان موحى بها فهذه كارثه لان الوحي متخبط في الألفاظ والمعاني كما عرضنا من أمثله
من قلم: مايكل سعيد

No comments:

Post a Comment